المركز العربي
للبحوث والدراسات
رئيس مجلس الادارة
عبد الرحيم علي

المدير التنفيذي 
هاني سليمان
ads

داعش: الجيل الثاني من الجهاديين

الثلاثاء 01/يوليو/2014 - 11:16 ص
المركز العربي للبحوث والدراسات
د. محمود عبد الله

إنه الثالوث المقدس في عالمنا العربي: القوى الداعية للتغيير المدني والثوري، والقوى الحاكمة بطبقاتها وأوليجاركيتها الداعمة لها، وقوى الإسلام السياسي التي تصطف على متصل من السلمية إلى العنف. وفي هذا المشهد المربك للمطّلع من الخارج، يبدو أن المتحكم في خيوط اللعبة يوجهها كيف يشاء، واضعًا لمساته التي تحميه بإعلام يشوّهه، وقوى الثورة عارية لا تحميها جوقة إعلامية، ولا مؤسسات معلوماتية، لكنها متروكة للعراء، يدفع النظام المهيمن أمامها شبّيحته (البلطجية) تارة، أو قواته العنيفة تارة أخرى، أو الإسلام السياسي، حتى تجري المقارنة بين غيابه وحضور القُوَى الدموية. وفي سوريا والعراق، تصل هذه القوى المهيمنة بالوضع السياسي والاجتماعي، بمساعدة القوى الغربية عبر وسائل إعلامها ومفكريها، إلى الهشاشة المرادة في لحظة ، وإلى مناخ الاستقرار وقتما يريد لإثبات قدرته على البقاء.

تلك هي السردية النمطية، الحكاية النموذج؛ حيث يحكَى التلاعب بعقول المواطن العربي، ومحاصرة وعيه، لكي يرضى بالقليل، وأن يكتفي بهذا القدر من الحرية الممنوحة له، وإلا فأمامه خيار وحيد، وهو الخراب والفوضى والقتل على الهوية، والمصير الطائفي. ثمة ما يدفع للقول بصحة الطرح البنيوي القائل بأن ثمة بنية عقلية مهيمنة تدير حركة الأفراد في التاريخ. وهو ما ينطبق مع الحالة العربية بامتياز. ثمة نظام عقلاني رشيد محكم، موسوم بسمات مخصوصة تميزه عن غيره، نظام يتخذ من المدنية ستارًا، ومن الإرهاب منهجًا في التعبير، موظفًا حشدًا هائلا من الدعاية والترهيب حال غيابه المقدس، ومحاولا طمس الحقيقة، وتحويل الخصم الحقيقي إلى شبح، قتيل مدهوس، مرجّأ وجوده ومنكور، فيما يدير صراعًا بالوكالة، صراعًا مع عقل المواطن عبر الدعاية المشوّهة الخالية من العقل والعلم وقيم الحضارة، ومع جسده، إن تظاهر ضده، عبر استعمال البلطجة تارة، وعبر إطلاق الباب مفتوحًا أمام القوى غير المدنية التي تسمِّي نفسها بالتيارات الإسلامية.

أن الإرهاب في طبعته العربية يمتاز بالسمات التقليدية فهو رهين تنظيمات قوية محكمة، يقوده مستوى قيادي مركزي وعناصر وسيطة وقواعد منتشرة، قد تكوّن عقائدية من أجل القيام بشن هجمات مسلحة

أولا: أجيال الجهاد

لا يمكن بحال نكران الطابع العام للحظتنا الراهنة: لحظة العولمة الهجينة. وفيها تتلون التنظيمات والمؤسسات والعلاقات الاجتماعية بالسمات المميزة للحظة العبور عبر العالم، حيث تكتسي بنزعة كوزموبوليتانية لافتة للنظر، وميل للبراجماتية يجعلان الاهتمام بالسياق هو الأهم، مع غياب السيطرة المركزية.

وقد كان الإرهاب في طبعته العربية يمتاز بالسمات التقليدية التي وصف بها ماكس فيبر التنظيمات البيروقراطية. إنه رهين تنظيمات قوية محكمة، تقوم بتجنيد آلاف العناصر، ويقوده مستوى قيادي مركزي وعناصر وسيطة وقواعد منتشرة في كل البقاع المكونة للدولة، وقد تكوّنوا عقائديًّا من أجل القيام بشن هجمات مسلحة على الدولة. ولعل الحالة المصرية قد شهدت هذا النوع من التنظيمات التي استهدفت خصومها في الدين من الأقباط، وخصومها في السياسة، بالإضافة إلى الأبرياء من المواطنين العاديين. ونجحت الدولة المصرية في النهاية في تفكيك هذه التنظيمات، وإنهاء قدرتها على ممارسة أي نوع من العمليات الإرهابية. فبقايا الجهاد بزعامة أيمن الظواهري تحالفت مع تنظيم القاعدة، وأعلنت عن ميلاد "الجبهة الإسلامية لمواجهة الصليبيين واليهود"، أما بقايا الجماعة الإسلامية، فأعلنت التوبة ومراجعة أفكارها.

ومع بدايات الألفية الثالثة، ظهرت الطبعة الجديدة للإرهاب في العالم عقب اعتداءات 11 سبتمبر، فقد اتضحت قوة "الإرهاب المتعولم" العابر للحدود والقارات، والذي نجح في ضرب قلب الولايات المتحدة الأمريكية، وانتشر في كل بقاع الأرض، خاصة العالم العربي، وجاء إلى العراق مع الغزو الأمريكي، وإلى مصر مع الحكم الإخواني، وتحولت الحرب الأمريكية على الإرهاب في أفغانستان والعراق إلى أحد أهم مصادر الإرهاب في العالم كله(1).

ثانيا: معالم التنظيم

تشكّل تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) في إبريل 2013، وقُدّم في البدء على أنه اندماج بين ما يسمّى بـ "دولة العراق الإسلامية" التابع لتنظيم "القاعدة" الذي تشكّل في أكتوبر 2006 وبين المجموعة الإسلامية المسلحة في سوريا المعروفة بـ"جبهة النصرة"، إلا أن الأخيرة رفضت هذا الاندماج على الفور، وبدأت المعارك بين الطرفين في يناير 2014، واعترضت "الدولة الإسلامية في العراق والشام" علنًا على سلطة زعيم تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري ورفضت الاستجابة لدعوته التركيز على العراق وترك سوريا لجبهة النصرة. وكانت "داعش" في بداياتها تعمل تحت اسم "جماعة التوحيد والجهاد" بزعامة أبي مصعب الزرقاوي في عام 2004، قبل أن يبايع هذا الأخير زعيم "القاعدة" السابق أسامة بن لادن ليصبح اسمها "القاعدة في بلاد الرافدين". وبعد مقتل الزرقاوي "انتُخِب" أبو حمزة المهاجر زعيمًا للتنظيم. وبعد أشهر أعلن عن تشكيل "دولة العراق الإسلامية" بزعامة أبي عمر البغدادي. لكن القوات الأمريكية نجحت في إبريل2010 في قتل البغدادي ومساعده أبي حمزة المهاجر، فاختار التنظيم أبا بكر البغدادي خليفة له. وبعد عام، ظهر تسجيل صوتي لزعيم التنظيم الجديد يعلن فيه أن جبهة "النصرة" هي امتداد له، وأعلن دمجهما تحت مسمى واحد وهو "الدولة الإسلامية في العراق والشام(2).

ويقدر الباحث في مركز "بروكينجز" في الدوحة تشارلز ليستر، أعداد المنضوين في هذا التنظيم ما بين خمسة وستة آلاف مقاتل في العراق وسبعة آلاف في سوريا. لكن لم يتم التحقق من هذه الأرقام من مصادر أخرى(3). فهناك من يتحدث عن أعداد أقل من هذا العدد المزعوم، ليس ثمة عدد محدد. 

اعترف وزير الخارجية البريطاني وليام هيج أمام مجلس العموم بأن هناك 400 بريطاني يقاتلون في سوريا، وبعضًا من هؤلاء "يقاتل حتمًا مع داعش

1)    التكوين

يمثل التنظيم تركيبة مختلفة عن التركيبة التقليدية للتنظيمات الإسلامية القديمة كالإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية، فهو يجمع عناصر متفرقة لجنسيات مختلفة. وأغلب الظن أنهم يمثلون نتاج عمليات التدشين الأيديولوجي التي تمارسها المراكز الإسلامية في البلاد الأوربية، بمساعدة مالية من الخليج. وربما الدليل على انضمام عناصر أجنبية أوربية ما نشرته الديلي ميل من أن عدد البريطانيين الذين انضموا لقوات داعش المقاتلة أكبر من عدد الذين انضموا لاحتياطي القوات المسلحة البريطانية، مما يشكل قلقًا كبيرًا للمسئولين البريطانيين. وأضافت أن هناك مائة وسبعين شابًا انضموا لاحتياطي الجيش العام الماضي، في حين أن هناك 500 بريطاني انضموا للقتال إلى جانب مجاهدي داعش في العراق وسوريا، ونقلت تصريحات مسئول حكومي هناك خطورة كبيرة في حال عودة هؤلاء الراديكاليين إلى بريطانيا مرة أخرى. وكان وزير الخارجية البريطاني وليام هيج، اعترف أمام مجلس العموم (البرلمان) أن هناك 400 بريطاني تقريبا يقاتلون في سوريا، وبعضًا من هؤلاء "يقاتل حتمًا مع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش".  وأضاف أن هذا يشكل تهديدًا للأمن القومي البريطاني. فيما صرح مسبقًا المتحدث الرسمي باسم الخارجية البريطانية قائلاً: "من يقرر السفر لسوريا للتورط في أنشطة إرهابية، يجب ألا يساوره الشك أن هناك إجراءات صارمة سوف تتخذ ضده لحماية أمننا القومي، وتتضمن تلك الإجراءات محاكمة من يكسر القانون(4).

1)    التمويل

رصدت صحيفة الجارديان البريطانية مصدر التمويل الذي يعيش عليه التنظيم، حين قالت بأنه منذ نهاية عام 2011، بدأت الجمعيات الخيرية الإسلامية والأثرياء في الخليج في تمويل جماعات المعارضة في سوريا، ومع تنامي دور الجماعات داخل جبهة النصرة وداعش أو تلك التي ترتبط بهما، فإن الكثير من هؤلاء المانحين قدموا الأموال بشكل مباشر أو غير مباشر لتصل إلى التنظيمات الإرهابية، ووفقا لدراسة لمعهد بروكينجز الشهر الماضي، فإن الكثير من الأنشطة الخيرية وجمع الأموال للمعارضة في سوريا، تركزا على مناطق محددة في البلاد أغلبها يوجد فيه الإرهابيون. واستطاع داعش أن يؤمّن تدفق الأموال النقدية من حقول النفط في شرق سوريا، والتي سيطر عليها في أواخر عام 2012، وبعضها يتم بيعه مرة أخرى إلى النظام السوري. كما جنَى التنظيم أموالا من عمليات تهريب آثار في البلاد، وقال أحد مسئولي المخابرات للجارديان؛ إن داعش حصل على 36 مليون دولار من منطقة النبوك الواقعة غرب دمشق، واستولى على آثار عمرها 8 آلاف عام(5).

وما ينطبق على الوضع السوري يمكن تعميمه على الحالة العراقية، إذ يسير التنظيم على ذات الوتيرة، بالاستيلاء على البنوك وعلى آبار البترول. كما أنه لا يكتفي بذلك بل ويتاجر في الآثار التي يقوم بإسقاطها، تحت دعوى أنها مخالفة لتعاليم الشريعة.

ثالثا: لاعبون آخرون: الساحة ليست خالية

هناك مجموعة من العوامل التي ساعدت على تقوية داعش في العراق، بقصد أو بدون قصد، منها ما يلي:

أ‌)        ثوّار العشائر

ويمثلون جميع العشائر العراقية السنية التي تحالفت مع قواد من الجيش العراقي المنتمين لنظام صدام حسين، وأعضاء سابقين من حزب البعث، والنقشبندية، وشكلوا معا مجلسًا لقيادة الثورة ضد نظام الشيعة الطائفة من أجل عودة العراق إلى ما كانت عليه من قبل دولة لا طائفية. فقد تبين أن النظام الحاكم لا يولي المطالب التي رفعها الثوار أي أهمية. فقد خرجوا بمظاهرات سلمية للمطالبة بالمساواة في الحقوق كغيرهم من المواطنين. حيث إن المالكي وزع المناصب بتهميش عمدي للسنة، إذ اكتفى بمنحهم ما يعادل 2% من المناصب، وهو ما أثار حفيظتهم. ومع توالي المظاهرات، لم يستطع النظام سوى مواجهة التظاهر، وفتح السجون أمام المعتقلين الجاهديين، وترك السنة فريسة للجماعات الإسلامية التي تدين بالعنف. ثم أخذ يقمع المظاهرات تحت دعوى محاربة الإرهاب بنفس الطريقة التي سار عليها النظام السوري.

ب‌)     جيش النقشبندية

يعتبر جيش رجال الطريقة النقشبندية، لاعبًا مسلحًا يقود الحراك السني في العراق، بل وهو الذي قام بالحراك الكبير الذي تسبب في دخول العشائر السنية إلى الموصل، رغم أنه لم ينل حظه الإعلامي، بسبب اهتمام الإعلاميين بتنظيم داعش الإرهابي. ويتخذ هذا الجيش نماذج جهادية مثلا أعلى في ثورتهم بالعراق، مثل ثورة السنوسيين في ليبيا، ورمزها الشيخ عمر المختار، وثورة الأمير عبد القادر الجزائري الحسني في الجزائر ـ شيخ الطريقة القادرية ـ ضد الفرنسيين وما تبعها من ثورات متتالية قام بها أتباع الطريقة القادرية من بعد نفيه إلى الشام، وأيضًا أحمد عرابي باشا الثائر على الإنجليز، كان صوفيًّا على الطريقة الرافعية، وهناك مثال آخر هو الإمام شامل النقشبندي في داغستان والشيشان الذي ثار ضد روسيا القيصرية. ويشير مراقبون إلى أن هناك دورًا محوريًا لعزة الدُّوري، نائب الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، في دعم النقشبندية، حيث أورد تقرير إخباري لوكالة "أسوشيتد برس" نقلت فيه تحذيرات مسئولين ومحللين في العراق من هذا التنظيم المسلح.

وقال النائب حاكم الزاملي، الذي يترأس لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان العراقي: " المعلومات التي لدينا تشير بوضوح، وبما لا يدع مجالًا للشك، إلى أن جيش النقشبندية متورط في الاشتباكات الأخيرة". وسبق للجماعة أن أعلنت مسئوليتها عن هجمات طالت قوات الأمن التابعة لحكومة المالكي، وتشير التقديرات غير الرسمية إلى أن الجماعة تضم ما بين 1000 و5000 شخص مسلح. وأكد المتحدث الإعلامي باسم جيش النقشبندية، أبو أحمد، أن الجماعة مختلفة عن تنظيم القاعدة، وأن هدفها هو الدفاع عن السنة ومحاربة العراقيين الموالين لإيران(6).

يعتبر جيش رجال الطريقة النقشبندية، لاعبًا مسلحًا يقود الحراك السني في العراق، بل وهو الذي قام بالحراك الكبير الذي تسبب في دخول العشائر السنية إلى الموصل،

رابعا: لمن السيطرة

قد تصيب المُطّلع على الأوضاع في العراق الحيرة من تضارب الأخبار. فالملاحظ أن الحديث عن سيطرة داعش وقدرتها على الاختراق والسيطرة هو أسطورة تنهار مع النظر في بعض المصادر التي تشير لتصريحات من ثوار العشائر، ومنها ما يتصل بالاتفاق الذي ترصده الحياة اللندنية على النحو التالي:

"وقال مصدر عشائري مطلع على المفاوضات، الحاتم والحكومة الاتحادية، في اتصال مع "الحياة" إنه "تم التوصل إلى اتفاق بين الطرفين سيتم إعلانه رسميًّا خلال ساعات. وأضاف المصدر أن "الاتفاق يتضمن تفاصيل كثيرة، أبرزها انسحاب الجيش من مراكز المدن في الأنبار إلى قواعده". وأوضح أن "الحاتم وباقي المفاوضين عن ثوار الأنبار أكدوا أن انسحاب الجيش خطوة أولى للتعبير عن حسن نية تدعم وقف المعارك وتطييب خواطر عشائر الأنبار وأبنائهم الذين قتلوا، لكن الحكومة قدمت شرحًا لصعوبة تحقيق ذلك عمليًا، نظرًا إلى سيطرة داعش على الأنبار، لكنها أعطت ضمانات ببقاء الجيش في قواعده". وأشار المصدر إلى أن "الاتفاق يتضمن أيضًا تعويض سكان الأنبار المتضررين من المعارك التي دارت طوال الشهور الماضية، من خلال لجان عشائرية تضمن وصول التعويضات". في مقابل ذلك تتكفل "الفصائل المسلحة الجهادية والعشائرية العراقية بالتضييق على داعش ومحاربته إذا اقتضى الأمر، والعمل على طرده خارج الفلوجة، مقابل تعهد عدم ملاحقة أي عنصر من الفصائل قضائيًّا في المستقبل".

إن الاتفاق الموضح بعاليه يبين حجم قوة ثوار العشائر، فهو المفاوض الأساسي مع الحكومة، وهو القادر ميدانيًّا على السيطرة ومد النفوذ، بل وعلى إجبار المسلحين بالقوة خارج مواقعه التي يحتلها، وهو الأمر الكفيل بالتشكيك في القدرة التي تزعمها بعض المصادر الغربية الأمريكية والبريطانية بما يوحي بناء صورة أسطورية لتمرير المشهد المرتقب، حتى إن مديرة البحوث في معهد دراسات الحرب الأمريكي "جيسيكا لويس" تصرح بأن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" لا يمتلك فقط الأيديولوجية والقدرة على تنفيذ هجمات مروّعة، لكنه أيضًا يمتلك جيشًا منظمًا للغاية ينفذ عملياته العسكرية بدقة بالغة. كما أوضحت في تصريحات لتليفزيون شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أن للتنظيم قوة عسكرية معقدة، ووحدات مدعومة تقدم تقارير الهجوم إلى القيادة المركزية ، مشيرة إلى أن التنظيم يصدر تقارير سنوية تحدد مقاييس الهجوم، وعدد المقاتلين الذين نفذوا الهجمات، ونوع التمويل الذي يحتاجه التنظيم للحفاظ على قوة الزخم.

والشيء اللافت للنظر بحق؛ هو وضعية التنظيم في سوريا، ويبدو الأمر كأنه تمثيلية مختلقة، فهناك علامات استفهام كبرى تدور حول علاقته بالنظام. فالطائرات الحربية التابعة للجيش السوري كانت تلقي البراميل المتفجرة على مناطق شرق حلب بشكل مكثف. وتوقفت الهجمات بعد سيطرة تنظيم الدولة على هذه البلدات، وأضحت المدن آمنة. وتنقل جريدة الحياة عن أحد الشبان الجامعيين الذين فرّوا من المدينة خوفًا من بطش "داعش" عن أسباب شكوك الناس بهم. يشرح لنا شيئًا عن جغرافية المنطقة والجبهات العسكرية. يقول: «هناك طريق يربط منطقة المواصلات والشيخ نجار (يسيطر عليها النظام) بمدينة الباب (يسيطر عليها «داعش»). هذا الطريق مقطوع وليس فيه أي احتكاك عسكري بين الطرفين. فيما تندلع المواجهات مع الجيش الحر على الجهة الشمالية للشيخ نجار». ويؤكد ناشط إعلامي في شرق حلب أن النظام حمى «داعش» مرارًا. فقد قصف أرتالاً عسكرية لجيش المجاهدين من بينها رتل استهدف منطقة بزاع كان متوجهًا لمؤازرة الجيش الحر في منطقة الباب للمشاركة في القتال ضد «داعش». كما أن عناصر تنظيم الدولة سمحوا في أثناء محاصرتهم المنطقة الحرارية لعناصر الجيش السوري والموظفين داخل هذه المنشأة بالخروج في حافلة إلى بلدة خناصر من دون أن يتعرضوا لهم، وقد كان في إمكانهم قتلهم أو اعتقالهم.

وهو عين ما يؤكده الشيخ علي حاتم السليماني، رئيس مجلس ثوار العشائر بالعراق، حين صرح بأن داعش هم صنيعة إيرانية أتت بها هذه القوى الإيرانية لشجب الثورة ضد نظام المالكي، في محاولة لإعادة إنتاج السيناريو السوري، مقللا من قوة داعش المزعومة، يقول الشيخ علي: "إن ثوار العشائر هم من يسيطرون على الموقف في الموصل، لأنه من غير المعقول أن يقوم داعش بعدد قليل من الأفراد وسيارات بسيطة بالسيطرة على مدينة كبيرة كالموصل، التي يوجد فيها ضباط الجيش السابق وأصحاب الكفاءات، بالتالي هي ثورة العشائر، لكن الحكومة في أي مكان توجد فيها المعارضة تحاول أن تلبسنا ثوب الإرهاب و(داعش)". ثم يردف: "السيطرة لنا نحن الثوار وليست لـ(داعش)، وسنثبت ذلك، لكن (داعش) تمتلك إعلامًا استطاعت أن تظهر من خلاله أن السيطرة لها، فإن تخلصنا من هذه الحكومة، فسنتولّى نحن الملف الأمني في هذه المحافظات، هدفنا هو طرد الإرهاب الحكومي وإرهاب (داعش) من هذه المناطق، لكن المالكي يعيد سيناريو بشار الأسد نفسه في خلط أوراق الثورة"(7).

المراجع

(1) عمرو الشوبكي، داعش: الطبعة الجديدة من الجماعات المسلحة، المصري اليوم، الأربعاء (18-6-2014.

(2) نقلا عن الحياة اللندنية:

http://alhayat.com/Articles/2909987/%D9%85%D9%86-%D9%87%D9%88-%D8%AA%D9%86%D8%B8%D9%8A%D9%85--%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D8%B4-%D8%9F

(3) نقلا عن الحياة اللندنية:

http://alhayat.com/Articles/2909987/%D9%85%D9%86-%D9%87%D9%88-%D8%AA%D9%86%D8%B8%D9%8A%D9%85--%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D8%B4-%D8%9F.

(4) نقلا عن موقع اليوم السابع:

 http://www1.youm7.com/News.asp?NewsID=1729873#.U6fQUkBHV-g

(5) نقلا عن موقع اليوم السابع:

http://www1.youm7.com/News.asp?NewsID=1729318#.U6fRfkBHV-g

 

(6) http://www.albawabhnews.com/650257

(7)

http://www.aawsat.com/details.asp?section=4&article=775930&issueno=12985#.U6f9tkBHV-g.

 

إرسل لصديق

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟