المركز العربي
للبحوث والدراسات
رئيس مجلس الادارة
عبد الرحيم علي

المدير التنفيذي 
هاني سليمان
ads
نبيل عبد الفتاح
نبيل عبد الفتاح

أسئلة بسيطة مثيرة للدهشة

الخميس 12/مارس/2015 - 11:02 ص

ما الذى حدث لنا وبنا خلال المراحل الانتقالية التى عشناها ولا نزال فى عقب لحظة تاريخية عابرة من الحيوية والعودة إلى السياسة بعد موتها طيلة أكثر من ستة عقود؟

لماذا فترت الهمم، وتراجع التفاؤل، ووهنت إرادة التغيير، وإبداع مستقبل مغاير لمواريث من التسلطية السياسية، وسياسة القمع والكبح للحريات، والمبادرة «الفردية» والجماعية، وحركة الإبداع؟لماذا النكوص إلى ما وراء الانتفاضة الثورية، وإلى اللامبالاة بالسياسة مجدداً؟ لماذا يبدو الخوف ككائن أسطورى يسكن جوانحنا ويبدو فى أنماط العنف الذى نحياه يوميا، العنف الدموى ذو الأقنعة الدينية، والعنف اللفظي، وعنف الخطابات السياسية والدينية والإعلامية؟هل هى السياسة الغائبة أم نمط الإدارة التسلطية والبيروقراطية؟ أم تراجع الكلمة المكتوبة فى مواجهة العصر الرقمي، وإزاء عصر ثورة الصور والرموز؟هل هى اللغة الرقمية ورموزها، وما تفرضه من مقاربات مغايرة لزمن الكتابة والكتب والصحف المقروءة السائدة لدينا؟هل يعود ذلك إلى فجوات الأجيال فى المقاربة والذائقية والحساسية اللغوية؟ أم يعود ذلك إلى تدهور مستويات التعبير اللغوى لدى غالب الكتاب، والقراء معاً؟ هل يرجع ذلك إلى عدم تطور البنيات اللغوية العربية على نحو عميق يسمح بمواكبة تطور اللغات الكبرى التى تسيطر على عالمنا، ويتم بها ومعها التطور العلمى فى العلوم الاجتماعية والطبيعية؟ أم أن ذلك يعود إلى انهيار التعليم ومناهجه ومواده على نحو لم نشهد له مثيلا منذ نهاية القرن التاسع عشر؟

هل انحطاط الذوق اللغوى والاستثناءات قليلة- يعود إلى ثورة اللغة الرقمية واللغة العامية الساخرة والنابية والحوشية التى تبدو وكأنها اللغة الضد، لغة الحياة لا لغة المفاهيم القديمة ولغة المتون والحواشى على الحواشى النقلية؟ هل لهيمنة اللغة الدينية النقلية القديمة التى خرجت إلى الحياة مجددا لكى تسيطر على الخطابة والإفتاء والكتابة دونما مراعاة لأسئلة عصرنا ومعضلات حياتنا، وانشطاراتنا الذهنية بين تقديس الماضي، ونمط حياتنا الحديث وما بعده؟

هل نحن ضحية لعبء تصورنا وإدراكنا الملتبس حول تاريخنا؟ وهل يرجع ذلك إلى تصوراتنا وأوهامنا وأساطيرنا حول تاريخنا الدينى والاجتماعى والسياسي؟ هل يعود ذلك إلى النزعة الدينية المفرطة التى أسست لنزعة لأسطرة تاريخنا، وتحويله إلى مجموعة من الأقانيم «والإنجازات» أو الإخفاقات التاريخية التى يحولها بعضهم إلى أمجاد وانتصارات فى خطاب تاريخى مجازى محمول على النزعة القومية التى حاولت أن تؤسس لمفهوم القومية / الوطنية المتخيل، فتحول تاريخنا إلى مجموعة من المتخيلات تؤسس لهوية واحدة متخيلة؟ لماذا نتعايش ونتكيف مع الفشل والهزائم؟ لماذا الحياة فى ظل فسادات معممة نتكيف معها، ونبرر لها؟ لماذا نهجر الفساد لفظيا، ونمارسه فى تفصيلات حياتنا اليومية؟

لماذا تنشطر حياتنا إلى مجموعة من الازدواجيات والكذب والمخاتلة؟

غالب لغتنا وطقوسنا ورموزنا دينية بامتياز وكأن الغالبية تحولوا إلى رجال دين أيا كان مدى علمهم الديني، بينما اللغة والعبارات الدينية شىء وسلوكنا ونوايانا تتناقض مع خطابنا اليومى فى المنزل وعلاقات الجيرة، وفى الحافلات والطرق والعمل؟ والسؤال أى إيمان معلن هذا بينما الفسادات السياسية والأخلاقية والاقتصادية والاجتماعية تنتشر وتتمدد لكى تسد أبواب المستقبل وتخنق الأمل فى حياة أسعد وأفضل وأكثر هناء، واتزانا بين الأخلاق والقيم الدينية المعلنة، وبين سلوكنا ونوايانا الحقيقية والفعلية؟

لماذا تستعاد دائما الأوصاف والتفسيرات النمطية القديمة التى تفسر كل شىء ولا تفسر أى شىء؟ هل يرجع ذلك إلى تراجع مستويات تكوين الجماعات البحثية؟ هل الآلة المفاهيمية والوصفية والتحليلية والتفسيرية أصبحت قديمة وصدئه ولم تعد صالحة لتفسير أى شىء أو ظاهرة أو مشكلة أو أزمة؟

أم ترجع إلى أن السلطة والمجتمع ليس لديهما طلب سياسى واجتماعى على المعرفة والعلم الاجتماعى والطبيعي؟

هل يعود ذلك إلى فجوة التخلف التاريخى بيننا وبين التطور المعرفى الأكثر تطوراً فى عالمنا؟

لماذا تطورت آسيا الصاعدة، ودول ومجتمعات سبقناها فى مضمار التطور منذ نهاية القرن التاسع عشر، وتراجعنا وتخلفنا وتقدموا هم؟ هل هذا يعود فقط للاستعمار الغربى فقط؟ والسؤال ليس جديداً، وإنما سبق طرحه، ولكنه يحتاج إلى مساءلة جديدة؟ هل تخلفنا التاريخى يعود إلى غياب قيمة العمل والجدية؟ هل نحن شعب غير جاد وفهلاو؟ هل لغياب الحريات العامة والشخصية فقط؟ والسؤال لماذا نهضت الصين، وكوريا الجنوبية، وماليزينا على سبيل المثال لا الحصر؟

هل نحن نكن كراهية للعمل كمعنى وقيمة ونظام وإرادة وأداة؟ هل لأننا نستخدم بعض انجازاتنا فى التاريخ لكى نبنى أسطورة أننا الأفضل والأكثر عراقة فى هذه المنطقة من العالم؟

 

هل استنفدنا هذا الفائض الحضارى التاريخي، وتحول إلى عقدة ومركب نقص تاريخى إزاءه، ومن ثم نوظفه فى المديح المرضى المفرط للذات الجماعية، إزاء هيمنة العجز وعدم القدرة وغياب إرادة العمل التاريخى الفعال فى التحرر من أوهامنا وأساطيرنا، والسعى إلى البناء الخلاق للمستقبل من الآن؟ أم أن المستقبل والحاضر تحول إلى دائرة الماضى وأساطيره ومتخيلاته؟

هل لانزال نملك القدرة على بناء نموذج ملهم فى المنطقة وخارجها فى التنمية والحرية والمعرفة والإبداع؟ أم ستستمر عقلية المقاولين والتجار وباعة الأوهام؟

إرسل لصديق

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟